بـــــــــائعةُ الـــــــــــــزَّمنْ بقلم عبدالفتاح النميم

من طرف **Admin** السبت مارس 17, 2012 10:45 pm

بـــــــــائعةُ الـــــــــــــزَّمنْ بقلم عبدالفتاح النميم
كانتْ تبحثُ عنْ بضعِ حروفٍ غائبةْ
بدأتْ تتعثّرُ بكلِّ حرفٍ ضائعٍ .. في صحراءِ أمنياتها
تشقُّ الطريقَ في وادي المستحيلْ
تمضي و تمضي .. لتستلقي مرهقة من كبرياءِ الشَّوقْ
كي تُلملمَ الكلمةَ منْ بضعِ حروفٍ ضائعةْ
***
هنالكَ الحقدُ المدفونُ بعينيها ناطقاً
بأنيّ الحرفُ الضائعُ منْ بقايا أشلاءِ معركةْ
تبتسم .. معلنةً الانتقام لجملٍ مبعثرةْ
هناكَ الفراغُ المهينُ .. في طيّاتهِ حضارةْ
تُتمتمُ في الصمتِ .. آلاماً لامعةْ
***
قفزتْ .. و رمتْ بشباكِها المتمزِّقةُ
المرهونةُ لأسلاكٍ صدئةٍ شائكةْ
نائمة تحتَ أطلالٍ زائفةْ
بحثتْ عنْ مصيدةْ .. و كيف غاب عنها
بأنَّ شِباكَها الحمقاءُ في قلبي .. باتتْ ضالعةْ
***
لرحمةِ الشِّتاءِ .. قد رهنتُ أحلامي السقيمةْ
و استعرتُ رداءَ بردهِ .. وارتديتُ معطفَ الصقيعِ
و جلستُ .. و نظرتُ .. و انتظرتُ انتظرتْ
بدأتُ أُلملمُ عظامي .. لأصنعَ منها لنا حطباً
و انتظرتْ .. فإنَّها أصبحتْ بنسجِ الأكاذيبِ ماهرةْ .. بل رائعةْ
***

و جاءتْ خائفةٌ .. راجفةْ .. لكنها متأخرةْ .. و متأخرةْ
قالتْ : عُذراً حبيبي .. قد أغْوتْني المدفأةْ
و نمتُ .. و تلذذتُ منها دفئاً بات يسكنني
و جاءَ طيفُ رحيلكَ باكياً .. و ذكّرني كي أنظرْ
فلمْ ألقاكَ ... بيدَ أنَّي .. كم كنتُ للحبِّ فيكُ جائعةْ
***
صمتٌ و سكونْ .. أسترسلُ سماعَ حروفٍ مشتّتةْ
و تعرفُ أنها كاذبةْ .. و أعرفُ أنَّها بكاذبةْ
و بكلِّ وقاحةٍ مني على نفسي .. أجبتها
لا عليكِ فالليلةُ الظَّلماءُ في أمسي
ألقتْ بلعنةِ الأسقام فيَّ منذُ السابعةْ
***
يا لها من امرأة .. تدعوني لحضنها
و هي في أحضانٍ مستلقيةٍ شاكرةْ
كم كنتِ عزيزتي لصقيعِ أمسي ذكرىً مؤلمةْ
قد يموتُ القلبُ يوماً .. لكنها في الذاكرةْ
أحببتكِ طفلةً تحملُ البراءةَ كأنها لعبةْ
و أصبحتْ في لعبةِ الحقدِ ماهرةْ
دوّني عزيزتي في مفكرةِ شتائي
و تذكّري بأنَّ لذاكِ الشتاء مفكرةْ
دوّني ألمي و ارحلي و انهزمي
فهناكَ أوراقَ زَيفَكِ باتتْ لكْ مقبرةْ
لنْ ترتقي للعشقِ سوى شيئاً نكرةْ
فأنتِ ..
لم تكوني لي عاشقةْ .. و لم تكوني متأخرةْ
فأنتِ الاسمُ الذي جميعُ حُروفهِ..
باتت مبعثرةْ .. في ظلمةِ المحبرةْ